الصحه و جمال |
تعريف الصحة النفسية:
ان تعريف او مصطلح الصحة النفسية معرفا
بين عامة الناس، شأنه في ذلك شأن غيره من مصطلحات علم النفس؛ كالعُقده النفسيَّة، والهستيريا؛
او مرض النفسي و إذ نجد الكثير منهم يستخدمها-بمناسبة وبغير مناسبة- في معانٍ لاتنتبق مع تعريف العلمي لهذه المصطلحات، وفيما يلي
سنعرف تقديم بعض التعريفات للصحة النفسية؛ حتى يقدر القارئ فهم معناها [أبو العمرين،
2008، (ص: 9- 11)]:
أ- التعريف الفلسفي: ما يزال تعريف الصحة
النفسية غامضًا ويُثير الكثير مِن الناس الجدل وعجبا؛ وذلك لأن هذا التعريف يستند إلى
مسلَّمة فلسفية أساسها لا يوجد شبه بين الجسد والعقل، وفي شكل إطار هذه المسلَّمة نجد
العديد من وحهات النظر المختلفة التي ناقشت تعريف الصحة النفسية؛ ومنها: العبيدي [أبو
العمرين، 2008، (ص: 9)]، والذي كتابه عنها: "الشخصية بين السَّواءِ والمرض؛ وذلك
لأنَّ تعريف الشخصية لا يضطرب إلا باضطراب بتعريف الصحة النفسية"، وهذايفهمنا
أن الشخص إذا كان يظهر عليه اترابات صحة نفسية مضطربة، هذا يؤثر لا محالة إلى اضطراب
الشخصية، وبالتالي يوادي إلى المرض النفسي.
ب-التعريف الطبي: هذا التعريف يتناقش الصحَّة النفسية مِن حالتين؛
هما:
• أن الصحة النفسية قد تعتمد علي على أساس
الصحة الجسمية؛ بحيث إذا كانت الصحة النفسية هي لا توجد للشخص مِن الأمراض الجسمية؛
فإن الصحة الجسديه هي لا توجد للشخص من الأمراض النفسية والعقلية و العكس صحيح.
• أنها تركز على الشخص؛ فهو العامل
الاساسي دائمًا في صورة الفاعل.
جـ- المفهوم الإيكولوجي: الإيكولوجيا فرع
من البيولوجيا الذي يتناقش علاقات الكائنات العضوية، وفي حالة الإيكولوجيا الإنسانية
فتعني: دراسة النواحي الخاصة في علاقات تعايش الكائنات البشرية مع نظمها الإنسانيَّة،
والمفهوم الإيكولوجي لا ينظر إلى المرض النفسي على أنه نتيجة لأسلوب غير متلائم للشخصية،
بل على أنه ناشئ نتيجة لتعرُّض الأفراد إلى سلسلة مِن المشكلات الحياتية والأحداث الموقفيَّة
التي لا تَحتمل الإهمال وترك أمرها للصدفة، بل تتطلَّب حلولاً عملية وسريعة.
د- المفهوم النفسي: حيث يشير سامر جميل
رضوان (2007) حول المفهوم النفسي للصحة النفسية إلى أن فرويد قد أجاب عن السؤال حول
معيار الصحة النفسية بقوله: "إنها القدرة على الحب والحياة"، فالإنسان السليم
نفسيًّا هو الإنسان الذي تَمتلك الأنا لديه قدرتها الكاملة على التنظيم والإنجاز، وتمتلك
مدخلاً لجميع أجزاء الهُوَ، ويستطيع ممارسة تأثيره عليه، ولا يوجد هناك عداء طبيعي
بين الأنا والهُوَ، بل ينتميان لبعضهما البعض، ولا يُمكن فصلهما عمليًّا عن بعضهما
في حالة الصحة؛ [رضوان، 2007، (ص: 35)].
عرَّفها حاتم محمد آدم (2005) فقال:
"هي قدرة الفرد على إزالة العقبات التي تواجهه بسلوك سوي يتميَّز بالمرونة التي
تَكفل له التكيُّف مع هذه العقبات في حالة عجزِه عن إزالتها نهائيًّا، والنتيجة التلقائية
لذلك هي: الاتزان النفسي، والذي يُعتبَر المؤشر الجيد للصحة النفسية"؛ [آدم،
2005، (ص: 6
هذا، وعرفها مصطفى فهمي (1995) على أنها:
"عِلم التكيُّف أو التوافق النفسي الذي يهدف إلى تماسك الشخصية ووحدتها، وتقبُّل
الفرد لذاته، وتقبُّل الآخرين له؛ بحيث يترتَّب على هذا كله شعوره بالسعادة والراحة
النفسية"؛ [فهمي، 1995، (ص: 18)].
كما عرفها عبدالعزيز القوصي (1952) على
أنها: "تكيُّف الفرد مع بيئته المادية والاجتماعية"؛ [القوصي، 1952، (ص:
3)].
في حين عرَّفها كيلاندر بأنها: "مدى
قدرة الفرد على التأثير في بيئته، وقدرته على التكيُّف مع الحياة؛ مما يؤدي بصاحبه
إلى قدر معقول من الإشباع الشخصي والكفاءة والسعادة"؛ [المطيري، 2005، (ص: 25)].
كما قامت منظَّمة الصحة العالمية بتقديم
تعريف للصحة النفسية على أنها: "حالة من العافية التي يحقِّق فيها الفرد قدراته،
ويُمكن أن يتغلَّب على الإجهادات العادية في الحياة، ويمكن أن يعمل بإنتاجية مُثمرة،
ويكون قادرًا على المساهمة في مجتمعه"؛ [منظمة الصحة العالمية، 2004، (ص: 6)].
من خلال عرض هذه التعاريف نستخلص الأفكار
التالية التي تأتي بمثابة أهمية للصحة النفسية:
• القُدرة على إزالة العقبات أو التكيُّف
معها.
• إن الصحة النفسية تهدف إلى تماسُك الشخصيَّة
ووحدتها، وبالتالي تماسُك المجتمع.
• إنها تهدف إلى تقبُّل الفرد لذاته، وتقبُّل
الآخرين له؛ مما يؤدِّي إلى زيادة التعاون بين أفراد المجتمع.
• إنها تتضمَّن مفهومي الشعور بالسَّعادة
والراحة النفسية التي تدعَم الصحَّة البدنيَّة.
• القُدرة على التأثير في البيئة المادية
والاجتماعية والتكيُّف معها.
• تؤدِّي إلى زيادة الإنتاجي